التدخين ليس قضاء وقدر ! هناك علاج وحل

01.05.2016

” يعتبر التدخين القاتل رقم (1) من خلال الاحصائيات التي تعكس واقعًا صعبًا لانتشار عادة التدخين وغزوه المجتمعات بشكل كبير خصوصًا جيل الشباب ، والتدخين هو العادة التي يستخدم فيها مواد معينة وأشهرها نبتة التبغ حيث يقوم المدخن بحرق مادة التبغ واستنشاق الدخان الخارج منها ليدخل رئته ويلبي حاجته من مادة النيكوتين التي يعد استهلاكها شكلًا من أشكال الإدمان ! “

 

بحسب احصائيات جمعية الجليل- الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، بلغت نسبة المدخنين في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد للأجيال 15 سنة فأكثر الى 30% بواقع 50.4% بين الذكور و 9.2% بين الاناث . وأيضا بأن الفئة العمرية الأكثر تدخينًا هي بين 30-44 عامًا وتصل الى 59.7% بين الذكور والفئة العمرية 18-29 عامًا بين النساء تصل الى 12.1%. كما تبين النتائج بأن هنالك ارتفاع بنسب المدخنين بين الأفراد الحاصلين على لقب أول فأكثر حيث بلغت نسبة المدخنين لهذه الفئة نحو 34.6% وتنخفض بين الأفراد ذوي التحصيل الأقل من ثانوي لتبلغ الى 26.8% وهذا مثير !

أما من حيث عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميًا فإن 47.1% من مجمل المدخنين الذكور في جيل 18 سنة وما فوق، يدخنون ما بين 10-20 سيجارة يوميًا ونحو 34.3% يدخنون أكثر من 20 سيجارة يوميًا. تُبرز المعطيات أيضا تأثير المعرفة الصحية على نسبة التدخين بين الأفراد 18 سنة وما فوق ، فمثلًا 64.3% من الذكور أصحاب المعرفة الصحية الضئيلة يدخنون في المقابل 39.4% من الذكور ذوي معرفة صحية كبيرة يدخنون حاليًا !

استنادّا لهذه المعطيات بحسب جمعية الجليل, وإيمانا منا بأهمية وجود برامج تدخل فورية في المجتمع العربي للحد من هذه الظاهرة، رأينا بأن نقوم بسلسة تقارير عينية لموضوع التدخين في عنوانين مختلفة هامة ولم تُطرح من قبل. لذلك حاورنا الدكتور محمد يونس وهو أخصائي أمراض باطنية ورئتين  في مستشفى هعيمك العفولة ورئيس جمعية مكافحة التدخين في المجتمع العربي  للتعمق في هذا الموضوع.

لماذا من المهم مواجهة التدخين ؟

قال د. يونس : ” لوجود إحصائيات عكست واقعًا صعبًا بسبب انتشار التدخين بين أوساط واسعة بين الجمهور العربي في البلاد، وبين الأجيال الشابة خاصًة. لهذا وجب علينا فتح هذا الملف بتوسع بهدف إظهار أخطار  التدخين، وقدرتنا على التخلص منه .هنالك حاجة ماسة لشرح التأثير السلبي للتدخين على ألصحة والإحصائيات تشير بشكل قاطع إلى هذا التأثير السلبي. يكفي أن نعرف من الإحصائيات أنه كل 100 ثواني هناك إنسان يموت نتيجة التدخين. وفي إسرائيل يموت كل سنة 8500 مدخن. وفي العالم يموت كل سنة أربعة ملايين مدخن”.

ما هو تأثير التدخين على جسم الانسان ؟

” بموجب ألأبحاث فإن التدخين يضر الصحة ب 50 طريقة مختلفة، وهنالك إحصائيات واضحة حول تأثير التدخين على جسم الإنسان والتي تبين أن: نسبة الإعاقات لدى المدخنين أكثر بـ 70% منها  لدى غير المدخنين. 50% من المدخنين يموتون بشكل مباشر نتيجة التدخين، 15% من المدخنين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم ، 27% من المدخنين يعانون من أمراض القلب وتصلب الشرايين ، النوبات القلبية لدى المدخنين أكثر ب 37% منها لدى غير ألمدخنين الجلطات لدى المدخنين أكثر ب 12% منها لدى غير المدخنين وحالات تصلب الشرايين لدى المدخنين أكثر ب 29% منها لدى غير المدخنين . “

من هم المتضررين من التدخين ؟

” إن أضرار الدخان لا تقتصر فقط على المدخنين الفعليين. يجب أن تعلم  أن وجودك في بيئة تدخين، أو ما نسميه بالتدخين السلبي، يؤدي أيضًا لمشاكل صحية، الأمر الذي ينعكس، للأسف، في ارتفاع حاد في عدد الوفيات. وهنالك رقم مقلق، من الضروري أن نعرف أن هنالك 1500 إنسان يموت سنويا نتيجة التدخين السلبي. هؤلاء لم يقترفوا أي ذنب سوى وجودهم في بيئة تدخين ”

على ماذا تحتوي السيجارة  ؟

 ” تحتوي السيجارة على أكثر من 4000 مادة مختلفة من بينها مادتين أساسيتين وهما نيكوتين الذي يؤدي الى الادمان في السيجارة وتستنشق كغاز يؤثر على جهاز الاعصاب ويرتبط في مستقبلات خاصة بها في المخ، الامر الذي يؤدي الى الإدمان و  تصلب ألشرايين و  ارتفاع ضغط الدم وكذلك ارتفاع دقات القلب. أما المادة الثانية فهي القطران وهي مادة تشبه الزفت وبداخلها يوجد مركبات مضرة بحيث يستنشق القطران كجزئيات صلبة عند التدخين ويلتصق في جدران الشعب الهوائية فيتراكم هناك ويؤدي الى انسدادها وفي ابحاث عدة تبين أن القطران يساهم في تطور سرطان الرئة . بالإضافة الى ثاني أكسيد الكربون و هو الغاز سام لا  يوجد له رائحة  ولا لون وهو ينافس الأوكسجين في عملية الارتباط بالهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء. من الجدير ذكره بأن المدخنين الذي قد دخنوا لفترة زمنية طويلة يعانون من ارتفاع كريات الدم الحمراء مما يؤدي لارتفاع نسبة الهيموغلوبين الأمر الذي يجعل من الدم لزجًا وبطيء الحركة “

ماذا عن التدخين في المجتمع العربي؟

د. يونس:  إن ظاهرة التدخين آخذة بالازدياد، سنة بعد أخرى، بشكل عام في المجتمع الإسرائيلي.  والأمر المقلق كون هذا الازدياد  بارز بشكل خاص في المجتمع  ألعربي وبالذات لدى جمهور الشباب ” .

كيف من الممكن أن يؤثر التدخين بالإضافة إلى الأخطار ألكبيرة كالأمراض الصعبة والموت على جودة حياتنا؟

د. يونس:  ” نعم هناك تأثير سلبي على جودة حياة ألمدخنين من الإضرار بحاستي الشم والذوق وفي اللياقة البدنية. وبطبيعة الحال فالمس بجودة حياتنا اليومية، له التأثير السلبي على صحتنا للمدى البعيد. وهنالك بالطبع الأمراض التي يسببها التدخين وهي بدورها تؤثر على جودة حياتنا، مثل النوبات القلبية، إصابة الأوعية الدموية، إصابة العينين، إصابة الأسنان، إصابة الرئتين،إصابة الأعضاء الجنسية وبالتالي التأثير على الإخصاب “.

كيف من الممكن لمدخن لسنوات طويلة الاقلاع عن التدخين ؟

التدخين ليس قضاء وقدر ! هناك علاج وحل،  أنصح المدخنين بالتوجه الى  المختصين والمستشارين والى صناديق المرضى وفحص امكانيات العلاج. القابلية للإقلاع عن التدخين بشكل مستقل  لا تكفي،  وفقط شخص من بين كل ستة أشخاص ينجح لوحدة بينما دمج العلاجات المختلفة المشمولة ضمن سلة الادوية والشبه مجانية   مثل الورشات والادوية  وبدائل النكوتين ترفع النسبة الى 60-70% تقريبا وتجعل الاقلاع عن التدخين أكثر سهولة.