التأثير النفسي

ان تأثير الالم لا يقتصر فقط على الجسد. الكثير من الاشخاص قد قالوا ان الالم يؤثر ايضا على نفسيتهم (الطريقة التي يشعرون بها). قد يمرون بحالات يأس صعبة جدا اوعصبية.

سمير, الذي يعاني من آلام في الظهر يقول: “بالمناسبة, لقد اقلعت عن التدخين قبل الخمس سنوات, ولكن منذ ان بدأت اشعر بالالم طوال الوقت عدت للتدخين مجددا لانني افرغ شعوري بالعصبية فيه. افرغ عصبيتي بمشاهدتي للتلفاز والتدخين. ولم اكن انام مطلقا بسبب الالم.”

عصام عمره 58, يقول: “في البداية لقد دحضت ان يكون للمرض علاقة بالحالة النفسية, ولكنني اكتشفت مؤخرا ان المرض هو السبب الرئيسي في اكتئابي, وعندما اكون في حالة اكتئاب فان تاثير ذلك لا يقتصر علي بل ويمتد تاثيره على العائلة ايضا والاشخاص المقربين مني, وكل الوقت كنت عصبيا واضايق من حولي سواءً قد اقترفوا اخطاءً معي ام لا, ولكن انا لا احمل مكبر صوت وابرر موقفي واقول انني الآن في حالة اكتئاب بسبب الالم المزمن. لكنني أعلم انا هذا يؤثر على اولادي وزوجتي. انا استطيع ان اطهو, لقد كنت استثمر وقتي مدة 2-3 ساعات وانا احضر الطعام, ولقد ساعدني ذلك كثيرا في التغيير من حالتي النفسية, فكما تعلمين الجلوس طيلة الوقت والتفكير فقط في الالم والغضب لا يجلب نتيجة سوى الالم والغضب, لذا كنت اشغل نفسي بالطهو”

ربيع, يبلغ من العمر 27 يعاني من التهاب المفاصل, يقول: ” لقد سبق وقلت ان اهلي يعتبرونني نقطة ضعفهم, تماما كمراحل الفقد, بداية ينكرون, ثم بعد ذلك يتفهمون.
هنالك الكثير من المراحل الاخرى ولكن في البداية تقبلوا الامر بحزن, وكان لهذا التاثير السلبي على حالتي النفسية.
في البداية لقد كنت اشعر انني انا السبب, وكانني انا المذنب. ان تشعر وكانك نقطة ضعف والديك ويشعرونك انك السبب, انه فعلا لشعور مزعج. ولكن مع الوقت تتفهم الامر وتتعلم كيف تتعايش معه, وهذا هو الاساس.وكذلك هنالك تاثير للاصدقاء, كما تعلمين فنحن قرية عربية صغيرة والجميع يعرفون بعضهم”

عائشة, عمرها 43, تشاركنا: ” احيانا انا فعلا تتملكني حالة غضب عارمة, وابدا بالصراخ على اولادي او اجهش في البكاء, ولكنني اعلم ان هذا ليس سوى مرحلة من مراحل الالم وكذلك فترة الدورة الشهرية لما فيها من تغييرات في الهرمونات. ليس في وسعي السيطرة على هذا الوضع دائما, ولكن انا متفهمة للوضع جيدا.
ذات مرة وصلت لمرحلة لا اريد انا اعيش فيها اكثر من ذلك, اريد الانتحار. غالبا الاكتئاب ليس بسبب الالم فقط, فاحيانا يعود الامر في ذلك الى كثرة الادوية التي اتناولها, حيث انني اشعر انني انا المتعلقة فيها, ولواها فانا لا استطيع ان اعيش ( لا حول لي ولا قوة بدون الدواء), ومن جهة اخرى فالدواء يجلب لك الاكتئاب, والشعور السيء طوال الوقت. لا يكفيك انك دائم الشعور بالالم فهنالك ايضا عمل انت ملتزم به, الاولاد, تنظيف البيت, الاصدقاء والاقرباء وكل هذا فوق راسك. الكثير من الاحيان كنت اصل الى قمة الاكتئاب النفسي, ووصلت الى مرحلة ان اتعاطى ايضا دواء من اجل الحالة النفسية”.



قسم من الناس قد وصفوا ماذا يفعلون من اجل تحسين حالتهم المزاجية.
قسم قد التحق بالجمعيات, وهنالك قد التقوا بمرضاء آخرون, حيث ان المشاركة والتعاطف قد ساعدتهم في التعايش مع الالم, وكذلك قلل الشعور بالوحدة.
البعض الاخر قد قال كم من المهم الاستمتاع والقيام بالاعمال المحببة لديهم, او خلق وسائل لتعديل النشاط للتخفيف من الشعور بالالم.
اخرون قد وصفوا مدى التغييرالفكري الذي مروا به في فترة التعايش مع الالم, وكثيرا منهم قد تحدث عن العلاقة بين الجسم والحالة المزاجية.

ربيع البالغ من العمر 27, يقول:” تلك الفترة كات جدا صعبة من حيث الالم, كل الوقت كنت اتالم, لا استطيع النهوض باكرا, ولا الذهاب الى التعليم ولا حتى العمل, ولا يوجد من يتفهم المي. هذه الفترة التي بدات ابحث فيها عن شيء ما لتخفيف الالم, نهاية انضممت الى جمعية حيث تتضمن مرضى اخرين, وهناك كنا نتحدث عن تجارب الالم التي مررنا فيها وكيف تخطيناها مما يساعد في التهوين عليك. وهنا بدات اتغير رويدا رويدا, بداية هذا التغيير يكمن في ان تفهم ما الذي تمر به الان وما الذي يتوجب عليك فعله, فمثلا عندما يتحدث شخص عن تجربة قد مر بها وتجاوزها هذا يخفف عليك. ان هذه الجمعيات تولد التعاطف, وان تواجد التعاطف فهذا يزودك بالشعور( انك لست وحيداً!).”

لمياء عمرها 50, تقول:” صحيح ان للدكتور او البروفيسور دور في العلاج ويساعدون, ولكن حسب رايي فان المريض هو طبيب نفسه ان اراد ذلك. الشفاء يكمن في قناعة الشخص. اذا استطاع الشخص المريض الذي يعاني من مرض مزمن التحكم في مدي عصبيته ويعلم ما هي الامور التي تخفف من حدة العصبية ويتبعها , حينها هو من خلق لنفسه الوضع المريح والمزاج السليم. لقد استنفذت قواي, تعبت, وركضت كثيرا في الحياة, ورتبت امور تخصني, ولفيت هون وهناك, ولا زلت الى يومنا هذا اعمل, ان عملي جيدا. ولكنه يتعبني كثيرا. لما توصلت اليه مؤخرا ان التعب والعصبية هما من يضعفان الجسد(يدمرانه).”